لا بقاء الا للحب

1

=
تتمايل بثيابها على حافة النهر

..
تمسح ضيقها بشعرها المتطاير مع الهواء

..
تشد خيط حذائها المبتل

..
وتسائل قلبها بقسوة السؤال

..
هل نكون وحدنا المتمردين على فرضيات العالم؟

..
أم نحن فقط .. من لم يخجلهم الواقع ويغزوهم الصمت والاختفاء؟

!
..
هل تكون الأيام مجرد وجوه عابرة؟

..
وابطال رواياتنا ... صغار يخطفهم الزمن في لحظة؟

..
هل اصبح وجه الشمس بعيدا كالأحبة؟

..
والنجوم المتراقصة ... هي فقط أحلام قلوبنا العذراء؟

!
.

.
ترهقها التساؤلات

..
ولا تجد لها مهربا ... سوى تكرار المحاولة للنوم
.
.

.
2

=
تنهض على و قع اقدام المطر

..
تنفض النوم عن اهدابها الناعسة

..
تبحث خلف اسوار الزهر.. واشجار الصنوبر

..
عن كوخ صغير

..
عن مأوى يحميها
..

يلملم حاجتها المبعثرة

..

يسكن خفقاتها الثائرة
..
نحن نكبر كل يوم

..
وحاجتنا للاحتماء ... لا تكبر
.

.
ترفع بصرها للسماء .. وتهمس بأمل

:
احساسي انك معي

..
انك تسندني .. رغم كل شيء

..
السبب الوحيد .. في قوتي وبقائي

!
..
قوتنا الحقيقية

..
لم تكن يوما في ضخامة المظهر والمنصب

..
لكنها.. في ذلك الشيء الذي ينبض في الروح
.

!!
.
.

.
3

=
كان صوتها يزحف رغم كل التعرجات

..
يتغنى رغم تمزق أوتاره

..
يواري صرخة الجوع

..
ومأساة يغفلها العالم

..
يخبئ دمعة مكلومة

..
لا تراها .. سوى ضمائر لا زال فيها حياة انسان
..
هل اصبح الضعيف يتغنى بضعفه ؟

..
أم ان الزمن لم تعد تثكله نداءات الضعفاء؟
.
.

.
4

=
على ورقة توت متساقطة

..
كتبت عبارتها

..
" لا بقاء الا للخير والحب والجمال "

..
أقرأها رغم تشويش الدمع

..
أقرأ غصة واقعنا

..
أقرأ الوجوه العابسة في حروفنا

..
أقرأ تطفل السنتهم على مشاعرنا

..
أقرأ أسئلة انكرها في كل مرة

..
واجابات مللت تكرارها على الاسماع
..
ابصر اعينهم المتسللة إلى غطاء الصوف

..
تخنق اجسادنا حتى عن تنفس الدفء

..
تعرّينا عن حرية التعبير

..
وتغلق نوافذ الابداع المشرعة فينا
!ا
اسمع كلماتهم اللاهثة على الأبواب المغلقة

..
تبحث عن حرف يدنس طهرنا

..
عن زلة يسلط عليها الضوء

..
وعبارة تغرس الصبار في أذني

..
وتجعلني افكر للمرة الألف .. يصلح للنشر او لا ؟
..
ورغم ذلك

..
لا زلت أؤمن ان الخير يبقى في قلوب الأنقياء
والحب يبقى في نبضات العاشقين
والجمال يبقى الارواح الطاهرة
..
قد تسقط اليوم من شجرة التوت

..
لكنها .. ابدا لا تموت

!

.

.

نقطة أخيرة

..

ليست الديمقراطية أن يقول الرجل رأيه في السياسة

دون أن يعترضه أحد

الديمقراطية أن تقول المرأة رأيها في الحب

دون أن يقتلها احد

..

(سعاد الصباح)