مشاري العفاسي .. والليالي الأخيرة

لا زلت أذكر الموقف رغم بساطته
..
كنا في بريطانيا ... في برمنجهام تحديدا
..
يأتي ذلك الشاب إلى أبي ... يتمسك بأكتافه
..
يعرض عليه ان يطلب ماشاء من المال .. مقابل أن يعلمه اللغة العربية
..
وحين علم أننا من الكويت

... كان أول من سألنا عنه: مشاري العفاسي
..
كان الشوق ينطق في عينيه ... وهو يحدثنا عن اعجابه
..
وشدة تأثره بقراءته
..
أدمعت عيني لهفته الصادقة ... شعرت بالفخر لدين ولدت عليه
..
ولغة نشأت بها .. وبلد انتمي إليه
..
وشعرت بغصة ألم ... لنعمة لم نقدرها حق قدرها
..
حتى هجرنا القرآن .. ولغة القرآن
!
التصقت بذاكرتي تلك الصورة
..
ولم أشعر بكلماته إلا بعد اعوام
!!
..
مشاري العفاسي ... شكرا
..
شكرا على لحظة أحيتني بعد الممات
..
وصحوة أفزعتني من السبات
..
شكرا لأن تلاوتك أنس للغريب ... وسلوة للحزين
..
وتذكرة للروح في كل حين
..
شكرا لأن قراءتك اخترقت قلبي فطهرته
..
واختلجت نبضي فحركته
..
وامتزجت بهمي فأغرقته
..
شكرا لأن دعواتك شقت ظلمة الآلام
..
واعانتني على فتن الأيام
..
وانصبت روحي خاشعة لرب الأنام
..
!!
لم تكن تلك الليالي كغيرها من الليال
..
أتت هادئة .. وحلّت صافية
..
وتسارعت كبرق يخطف بالابصار
..
و لم يبقى منها .. سوى ليلة أو ليلتان
..
فأي الدموع سنذرفها على الفراق
..
أي الحروف سنصف فيها الرحيل
...
لم يكن رمضان شهر عبادة فقط
..
لكنه حياة جديدة ... وروح جديدة .. وكون جديد
..
"
ياشهر رمضان ترفق

دموع المحبين تدفق

قلوبهم من ألم الفراق تشقق

عسى وقفة للوداع

أن تطفئ من نار الشوق ما أحرق

عسى توبة تصلح ماتمزق

عسى ساعة توبة واقلاع

ترقع من الصيام ماتخرق

عسى منقطع من ركب المقبولين يلحق

عسى أسير الاوزار ان يطلق

عسى من استوجب النار ان يعتق

عسى وعسى من قبل وقت التفرق

"
..
إلهنا
..

يامن لا يفد الوافدون على أكرم منه

..

ولا يجد القاصدون أرحم منه

..
ياخير من خلا به وحيد
..
وأعطف من آوى إليه طريد
..

ياقريبا ليس ببعيد

..

الى سعة عفوك مددنا ايدينا

..

فلا تولنا الحرمان يارب العالمين