فسرني كما تشاء

بسطاء كنا ... كورق الزهر الأخضر
..
تثيرنا قرصة نحلة ... وتشبعنا رقة ديمة
..
وتحلق فينا الوان الربيع
..
نلهو تحت ظلال السماء
..
ونتلون بصبغة داكنة ... صنعتها اشعة الشمس في جلودنا
..
!!
كنا رفاق الأربعاء
..
نشبع مساءه بالحنين
..
نكسر من ساعاته الجمود
..
نبحث فيه عن فواصل الجمال
..
نكرر النظر في المرآة
..
ونخفي شحوبنا ... ببهجة ابتسامة
!!
..
نجدد الحلم

...
ونحصد اشتياق ... ينمو معنا في كل اسبوع
..
ثمة اشياء فقط .. لم تقبل النماء
..
ثمة مشاعر لا تشيخ ... حين يغزو الشيب مساحات النبض فينا
!!
وحدها كانت قلوبنا ... عروس ترقص ... ولا تتصنع للقاء
!!
..
حين كانت ساعة حضورك
..
يرتعد الزمن ... تمتص عيني عقارب الساعات
..
أرقبها أملا ... شوقا ,,, خوفا ... واضطراب
..
رغبة في اقترابك وتوديعك معا
..
وجودك على مقربة مني يثقلني
..
وغيابك عني يثقلني اكثر
..
ودقة الروح معلقة
..
بين رعشة حضورك ... وساعة رحيلك
!!

..
أيامك لا تشبه ابدا أحد الفصول
..
لأن كل لحظة منها ...هي فصل في حد ذاته
..
وكل حدث منها ... يشكلك امامي

..
شخص يترقب في محطة القطار
..
صمتك السريع
..
وقوفك الطويل على عتبة الانتظار
..
حنينك المتدافع للصعود
..
وامتلاء روحك بالهواء .. بين تكدس الاجساد
..
يديك الملتصقة بزجاج النوافذ
..
والورقة التي تركتها بيدي في حذر
..
حديث الاشواق في الاحداق
..
الاحداث البطيئة التي صنعتها
..
وكأنك تلصقها في ذاكرتي على مهل
..
وكأنك تذكرني بعبارتي
..
أن بعض التفاصيل تضحك الرجل .. وتبكي الأنثى
!!
..
أي ذاكرة نحملها في قلوبنا

..
فلا تصل لها أيادي النسيان
!!
تلحق الماضي فينا

..
فننعش بذكره الحاضر

..
ونخلق من آثاره .. مستقبل
!!
.
.
في آخر أربعاء
..
كنت غائبة في نفسي وانا أنطق
"
لا ارغب برجل ضعيف
..
لا اريد حبا يصل السماء ولا يتمسك بالأرض
..
ولن انتظر شخصا يلون الأوراق بالأحلام .. ولا يرسم صفحة الواقع
"

ايقظني اهتزاز ظلك بالجدار
..
ملامحك التي تفاعلت دون انذار
..
وقفت متصلبا لأول مرة ... مرعبا كما لم تبدو لي من قبل
..
حاصرت كل مخرج للعبور
..
وانتزعت حقيبتي .. بعد أن أفرغتها من الذكريات
...
صوبت اشواقك نحوي

..
تسألني بألم

..
هل مسني من جنون؟
..

اتلفع بالصمت

..
ارتبك بكبرياء

...
وتجيب دمعتي

:
فسرني.. كما تشاء"

!!

.

.

.

نقطة اخيرة

..

أحيانا يقود التشابه إلى.. الحب، أحيانا يقود.. التنافر إليه

الشخصيات الحنونة تحب أشباهها ..وتلك التي تفقد توازنها كثيرا أثناء الحياة

تحب أضدادها دائما

!

"محمد علوان"