مدمنات تفكير

1

=
الثامنة والنصف مساء

..
تصل قبل نصف ساعة من الموعد

..
تبحث عن زاوية فارغة

..
تشبعها بطعم الهدوء

..
تمنع عنها ضجيج الملاعق والصحون

..
تفصلها عن ضحكاتهم المرتفعة

..
اصواتهم المتصاعدة مع الدخان

..
تدفعها بعيدا عن اجواء الصخب

..
إلا ذلك الصخب في افكارها الطائشة
!!
.

.
2

=
تتوشح أمامها قائمة الطعام

..
تقلبها للمرة العاشرة

..
تعيد قراءة ما ألفته وحفظت حروفه

..
لا شيء قادر على جذبها اليوم

..
حتى صورة طبقها المفضل

..
لم تعد تعني لها اغراء لا يقاوم

..
تحلق فيها .. تبحث عن رائحتها

..
عن ذكريات قد انغمست في مذاقها

..
تحاول فقط امتصاص الوقت المثقل

..
وحدها المشاعر .. لا تأتي بالاستجداء

..
هنا قد كانوا

..
وهنا قد رحلوا

..
وهنا .. لا زلت أنتظر
!!
.

.

3

=
" ليمون بالنعناع "

..
وتنهيدة أخرى

..
وحكاية مختلفة

..
وإدمان من نوع آخر

..
هل سنعيد أحاديث القهوة؟

..
أم سنفترق ..في القريب العاجل؟

..
أحيانا يكون التضاد لون للاغراء

..
والتشابه سبب للاختلاف

..
فمن منا .. سيجذب الآخر إلى جانبه؟

!!

..
ويثقل ذاكرتها السؤال

..
ويتجدد في رأسها ذلك الصداع

..

وترحل الذاكرة فيها .. الى ضفاف الأحلام
..

!!

..
حين يعشقنا التفكير

..
ندمن تحليل كل الأشياء

..

ندمن صراع الخيالات

..

ندمن التقلب في الحروف

..
وندمن طرح الأسئلة

...
حتى اذا خلت منها الاجابات
.

.

4

=
تسحب الهاتف من حقيبتها

..
الساعة قد جاوزت التاسعة بدقائق

..
ثلاث مكالمات لم يرد عليها

..
ووجه صاحبتها .. يطل من بعيد يفتش عنها

..
أقبلت تلفها الدهشة

..
يتردد في خاطرها الف سؤال

..
ينطق لسانها بأمل

:
" ماذا حدث؟ هل.....؟ "
وقبل أن تكمل السؤال

..
أجابتها ابتسامة منحنية

..
وعبارة اخيرة

..
ابدا " لم يحدث شيء"

..
نحن فقط .. لا نتقن سوى العزف على الأحلام