طفلة من رحم الحب

" لن ارتبط بالأحلام الصغيرة المحدودة يا أمي .. حتى وان كانت وردية "
..
أطلق عبارتي ... وأعود مسرعة إلى غرفتي

..
أختبأ تحت دفء لحافي

...
أنثر حولي أوراقي

....
وأبدأ في رحلتي بالكتابة اليك
.

.
يقتحم أبي خلوتي ... يتفقد برودة الغرفة

..
يعاتبني على الفوضى التي احدثتها في مكتبته ليلة البارحة

..
يتعجب حين يبصر يداي المتلطخة بالألوان

..
الاقلام المتبعثرة حولي

..
والحبر المنسكب على غطاء سريري

..
يبتسم وهو يردد

..
" لا زلت طفلة لا تكف عن الشجار مع الأقلام "
..
افكر في عبارته بذهول

..
هل يمكننا أن نكبر أمام الورقة والقلم ؟

..
هل يمكننا أن نمارس جنوننا .. في منحى آخر غير الكتابة؟

.

.
اتذكر عبارتك حين همست لي ذات ألم

..
" النجوم بعيدة دائما ... لا تقترب منا مهما حاولنا الاقتراب"
...
اتذكر شرودي في عين السماء

...
جوابي المغلف ببقية من أمل
"
لكنها تضيء ... حتى تدلنا على الطريق

..
انها تطلب منا فقط ... ان نكتشف الطريق الصحيح
"
كنت صغيرة امام كلماتك

..
وكنت صغيرا أمام الحياة

..
وكبرت انت اليوم امامي

..
وانا أمامك .. لا زلت طفلة
.

.
لا زلت افتش في حقيبة أمي

..
ابحث في قطع الحلوى

...
اسأل عنك .. عن حكايات لم اسمعها

..
أشتم رائحة الحناء في شعرها

...

وانتظر كل ليلة

...
قبلة تطبعها على جبيني قبل ان أنام

.

.
لا زلت أقفز على وسادتك كل فرح

..
اقرأ في عينيك الدهشة

..
أحضر لك حكاياتي ... اشواقي

..
دفاتر معبئة بالجنون

..
احملها على أكتافي .. لألقيها على كتفك

..
واترقب منك كلمة حماس

..
ويدا تشد على يدي

..
تبتسم في كفي ... وتنشدني الاستمرار
!!

.

.
لا زلت ارافق سكون الليل

..
اهذي على قدم الشاطئ

..
اتأمل رجلا بالقرب مني يشعل سيجارته

..
اختنق برائحة الدخان

..
ارتبك في نوبة سعال متكرر

..
وأركض إليك

...
ابحث عن طهر في صدرك أتنفس فيه
!!

.

.
لا زلت اعقد اجتماعاتي مع الغيوم

..

اكبر دائما في الشتاء

..
ويرتجف حزني في الشتاء

..
توخزني حبات المطر

..
أتعلق في اطراف ثيابك

..
أتحلل من دمعي

..
من غصة حنين

..
من جوع البرد

..
تطفئني في معطفك الابيض

..
وتحملني هاربا إلى احضان الشمس

!!
.

.
حين تعشق الورقة القلم

..
وتعشق الغيمة السماء

..

كيف لا تولد الحروف.. طفلة من رحم الحب؟