تفاحة مسمومة

عندما كنا أطفالا .. كنا نعشق قصة سنووايت والأقزام السبعة

..

نلتف حول أمي ليلا لتقرأها لنا

..

أو نتسمر أمام ذلك التلفاز الصغير لنشاهدها

..

أحببنا فيها الخير .. والحب .. والجمال

..

وكرهنا فيها الشر .. والحقد .. والبشاعة

..

تألمنا حين قضمت سنو وايت من تلك التفاحة المسمومة

..

تعلمنا حينها .. أن لا نأخذ شيئا من الغرباء

..

ولكن .. لم نتعلم أن القبح له وجوه كثيرة

..

لم نتعلم أن الشر لا يأتي فقط في صورة تلك الشريرة

..

لكنه قد يأتي ايضا في صورة الأمير .. أو حتى الأقزام

..

ولم نتعلم حينها.. أن السم لا يأتي من الغرباء فقط

..

لكنه قد يأتي من أقرب الأقرباء

!!

..

حين تقبل عليهم بضحكة روحك .. تقرّبهم من قلبك .. من مشاعرك الدافئة

..

تمنحهم الثقة والاحساس بالأمان

..

وفي لحظة .. تستيقظ على خنجر في صدرك

..

يمزق ذكرياتك الجميلة

..

يفتت مشاعرك إلى قطع صغيرة

..

ويرميها .. مع غبار الهواء

!!

..

وتقف أمام مرآتك مشدوها

..

تبحث عن سبب يشفع لهم تلك الطعنة

..

لتكتشف أن الجرح كان في يدك الممتدة لهم

..

وأن الخنجر لم يأتي في ظهرك

..

كانت أمي دائما تنصحني أن أرسم حدودا لعلاقاتي مع الآخرين

..

أن أكون طيبة مع الحذر .. ولا أعطي أحدا ثقتي العمياء

..

ولكن .. لماذا لا اتذكر نصائح أمي إلا بعد حين؟

!

لم أكن طيبة إلى حد السذاجة

..

ولكني أيضا .. لم أكن حذرة على نفسي..ولا على مشاعري

!!

..

صعب جدا .. أن تنتزع الثقة من قريب

..

ولكن ان تثق به بعد خيانته .. أكثر صعوبة

!!

.

.

نقطة أخيرة

"

لم تقتلني التفاحة المسمومة

قتلتني ثقتي .. بزارع التفاحة ومهديها

"

شهرزاد