موعد مع ورقة

صباح يهتف في عينيها من جديد

..

يحاكي بقايا الحلم المترسب في ذاكرتها
..

تلقي غطاء سريرها

..

تتسلل برودة الغرفة إلى أطرافها

..

تبحث عن هاتفها الملقى تحت السرير منذ ليلة الأمس

..

مسج

"

صباحج دفا احبابج

"

تبتسم

..

تتذكر حديث البارحة

..

الضحكات البريئة

وجنون يكبر كلما التقيا ذات سهر

!!

..

تحضر قهوتها .. تقلب في جريدة اليوم

..

وتتهادى الى مسامعها موسيقى حزينة تنبعث من تلك الغرفة الوحيدة

..

تقترب منها

..

تسند رأسها على حافة الجدار البارد

..

وتغمض عينينها على دمعة تترقرق

كم تعشق وفاء أحزانه وكم يبكيها

!!

..

مسج .. مرة اخرى

يوقظها من شرودها

"

حجية اخذتي الورقة؟

"

وتقفز من مكانها مسرعة

..

تلك الورقة .. كيف نسيتها اليوم ايضا

..

اسابيع وهي تؤجل الموعد ولا تعرف السبب

..

خوف مضطرب يرتعش في نفسها كلما قررت الذهاب

..

واليوم .. لم يبقى سوى اليوم

..

لا بد أن تقدم على تلك الخطوة .. بعزيمة اكبر

!!

..

ترتدي ثيابها وهي تلقي تحية الصباح على صديقاتها

المتواجدات حاليا في قائمة المسنجر

..

تسألهم عن احوالهم وتغلق جهازها سريعا

..

قبل ان تخضعها مشاعر اشتياقها للبوح ودفء الكلام

!!

لماذا تشتاقهم اليوم اكثر من اي لحظة أخرى؟

..

لا تزال معلقة دائما بين خوفها .. وشوقها

..

لا تزال تخشى على مشاعرها من الافتقاد

..

وتتغنى بقول الشاعر

فيبكي ان نأوا شوقا اليهم .. ويبكي ان دنوا خوف الفراق

!!

..

تبحث عن مفتاح سيارتها

..

تتأكد من وجود هاتفها ومحفظتها

..

تسرع خطواتها .. وتتعثر في دمية صغيرة

..

تلتوي رجلها .. وتسقط عند ذلك الباب

..

تبكي .. ويصرخ ذلك الحلم في داخلها

!!

..

تصل اخيرا لذلك المكان

..

تدوي داخلها المشاعر المختلطة

..

تضطرب .. وتخذلها قوتها في النزول

..

تخشى ان تضرب احلامها برودة الحائط وقسوة الارض

..

تخشى ان تكون تلك الخطوات مجرد ذكرى مؤلمة

!!

تتصل على والدها .. تنتظر .. ولا يصلها الرد

..

ترسل مسج

"

يبا ممكن اتييب لي الورقة

"

وتتحرك ذاهبة الى كليتها

!!

..

في نهاية الصباح

..

يأتي والدها حاملا تلك الورقة

..

يبتسم .. يدعو لأحلامها بالاجابة

..

وتخفي دمعتها في يدها

..

وتحضن تلك الورقة

..

وآلاف أحلام وامنيات

..

هل سيكتب لها القبول في واقعها؟

..

او ستسقط .. كأحلام كثيرة لم تكتمل

!!