كل ماجيت اكتب احساسي بجيت

2-8-1990

..

فجر خميس مختلف .. يذهب فيه والدي للصلاة

تاركا في تلك الغرفة زوجته وطفلة في الثانية والنصف من عمرها

..

كان قد اعتاد أبي على المشي مع أصحابه بعد صلاة الفجر

في ذلك اليوم فقط..لم يجد أحدا منهم .. فعاد إلى البيت

ليجد عمي يخبره بالغصة الأليمة

وزوجة تعلقت بأستار النافذة بقلب مرتجف

وطفلة تبكي بين أحضان أمها

!!

..

لم أعرف يومها حقيقة ذلك الألم في قلوب من حولي

لم أدرك لماذا حرمتني أمي من اللعب مع أبناء عمي في "حوش" البيت

ولماذا لم أغمض عيني على جذع "السدرة

ولماذا لم نعد نركب الدراجات ونتسابق إلى "ومبي؟

..

لم أعرف سوى تلك الغرفة التي نجتمع بين جدرانها الأربع

لا تفارقني فيها أحضانهم ودعواتهم

يقرأ أبي علي القرآن .. وتحفظني أمي الدعاء

"بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم"

..

!!

تسعة عشر سنة..وصورة تستحضرها ذاكرتي كل عام

..

كبرنا .. وتأصلت تلك الذكرى بين جروحنا

..

لا زلنا نحفظ كل الأسماء..لازلنا نبكي مع وطن النهار..لا زلنا نخضب جروحنا بحب الكويت

..

لا زلنا نصدح بأعلامنا أننا فداء لترابها

..

تعلمنا أن نكون يدا واحدة .. أن نعانق بحب هويتنا

ونعشق كل الأشياء التي تحمل رائحة الوطن

..

تعلمنا أن نكبر كل يوم .. ونسافر كل بلاد

ونحمل كويتنا معنا .. مع كل ذكرى .. في كل خاطر .. بين كل حكاية

وفي كل الأوطان

!!

اللهم احفظ الكويت واهلها من كل مكروه