على حافة السرير الابيض

سكون مظلم

..
أسرّة بيضاء منتشرة

..
رائحة العقاقير تبعث فيني الأرق

..
وأصوات الممرضات تزيد الوجع في النفس
.

.
أزحت دمعة لا مكان لها في تلك اللحظة

...
أحيانا ... تكون تصرفاتنا لا مبرر لها ... كما لدموعنا طفرات لا نجد لها تبرير

..

.. وإن كان لها مسببا يختبأ دائما خلف أفكارنا المفضوحة

..
أتأمل حولي فلا أجد سوى براءة محمّرة في عينيه

..
أقترب لأقبل جبهته الصغيرة ... فيهمس
" نجومة.. تعالي انسدحي يمي "
أضحك
" حبيبي .. مافي مكان يمك "

..
وأبعثر تلك الرغبة الثائرة بهدية قد وضعتهاا على صدره
..

هل كنت تدرك حجم ألمي وانا أكابد شوقي المنغمس بقطعة لهب؟

..
هل فهمت رغبتي المجنونة وانا احلم باختطافك من بينهم؟

!
..
كان أحدهم يقول لي: ان المحب لا يكون محبا حتى يرتضي الظلم من محبوبه

..
كنت أغضب كثيرا ... رغم محاولاته المستمرة لإقناعي
لكني لم أكن لأقتنع يوما أن الحب ارتضاء بالظلم

..
كنا نتحاور طويلا ...يحتد النقاش..

ولا ننتهي بغير ما نؤمن به
.

.
حين ابصرتك اليوم ... أدركت ان الحب أسمى من حدة نقاشاتنا
..
أدركت أن لكل منا ... حبا يرتوي ... وان اختلفت منابعه وسبل اروائه

!
..
لا تهم قسوة الشمس المرتفعة ... ولا صخب السيارات المزعج
ولا أزيز الحشرات حول طعامك المفضل ... حين تزيحها عنك ابتسامة حنونة
..
ولا تغني زهرة بيضاء ...ورنين المطر ... وقهوة تمتلئ بالسكر
حين تفتقد الشطر الذي يقاسمك اياها
..
ليس الحب مساحة لعرض لوحاتنا ... أو رواية نتحدى أبطالها

..
لكنه مدينة بأكملها ... مهما تعددت فوارق شعبها ... يجمعهم حاكم واحد

!
..
بعثرت خصلات شعري على وجهك

..
أسقطت أنفاسي المتعبة على راحتيك

..
هل تعلم كم أحببت تلك اللحظة؟

.

.
رغم مقتي لذلك المكان

..
لكل زواياه .. وفواصل جدرانه

..
آلام المرضى

..
ورائحة الفزع
..
لكنك غرست زهرة حب مختلفة .. على حافة السرير الابيض