امرأة .. لا اشبه النساء

إهداء

إلى قلب ينبض بالعطاء

في زمن تجرد من ملامح الانسانية

.

.

تسألني: كيف أنا ..؟
..
أنا امرأة .. لا أشبه النساء
.

.
لا أهوى رائحة الحناء ... ولا يجذبني لون أحمر الشفاه
..
أحرق الكعك دائما ... وأعشق تقليب السمك على النار
.

.
يفزعني صراخ طفل رضيع
..
وتتهاوى أحرفي ... في فلسفة طفلة بريئة
.

.
نحن نهوى أحيانا تشكيل الحروف ... نحترف فلسفتها
..
كي نعتق قلوبنا من شعور متسلط
..
كي نقتل جزءا مثقلا في ذاكرتنا العميقة
..
فبعد الغياب ... لا يبقى للذكرى الجميلة سوى مرارة تنهش أعضاء الروح
.

.
كلما تذكرت أيامنا الأولى

..
المساءات الأولى

..
الاختلافات الأولى

..
وكلمات الحب .. الأولى

..
تنازعت فيني غيرة أنثى محترقة

..
ابحرت في همّ لا يرى له ساحل

..
وبات حبك في صدري ... قبطانا لا يحسن التجديف

..

!!

..
حين أقبلت طفلتك الصغيرة

..
فرحت كثيرا ... وبكيت أكثر

..
تفهمت رغبتك كرجل ... ولم أستطع كبت حاجتي كامرأة

حاجتي لطفلة ألاعبها .. أغسل ثيابها

..
تقض مضجعي ببكائها

..
و أضمها إلى صدري طويلا .. كما كانت أمي تفعل

..
لكن .. هل تدرك أنانية الرجل حجم كلمة " ماما "؟

!
..
حرمتني حتى .. من لمسة كاد يذوب لها جليد الحرمان
.

.
لا يدرك قسوة الافتقاد ... ولا يشعر بطعنة الظهر الغادرة

..
ولا يعلم طعم الحرمان .. إلا من يحتاج قلبا تخلى عنه في لحظة
.

.
رحلت معها
..
وبقيت وحدي ... أنظر جموع الفرح وهي ترتحل
..
أبصر السعادة تحتضر أمامي في مهدها
..
أصغي لصوت الأمل الضعيف يتحشرج في الحناجر
..
أتعلق بأكتاف الحب القديم .. وأتوسل جفنا كم تلاقينا فيه
..
فتجرحني أشفاره

..
وتبعدني .. بازدراء عباءتي المنهكة

..
بقسوة نظرة قد امتلأت برسائل الغضب

..
وخادم يأمرني ان أسحب دمعاتي إلى مكان بعيد
!!

..
حين تقبل المرأة التضحية لرجل ... عليها أن تخمن نكرانه
..
تتفانى في عشقه ... ويتفانى في طلب المزيد
..
تزداد له اشتياق ... ويزداد عنها ابتعادا وغياب
!!

..
لماذا نسلم قلوبنا دائما لأشخاص لا يستحقونها

..
وفي كل مرة ... ندركها في وقت متأخر

..
فنسعى لنسحبها منهم ببطء ... وقد اضيف لها جرح آخر
!!
.

.
أراك اليوم تتجول مع أطفالك الخمسة
..
يمسك أحدهم حنان يديك ... ويتعلق الآخر ببياض ثوبك
..
يرتشفون حبا كم أظمأ إليه
..
يتنفسون طلتك المشرقة
..
واختنق انا بصورة الماضي المتمثل في ملامحك
..
ها أنت تركل أيامي في حاوية بالية
..
وها هو حبك يجرح فيني ولا أقوى على مقاومته
..
كنت طفلي المدلل الوحيد
..
أفرغت فيك أمومتي المفقودة
.

.
وتسألني الآن كيف أنا ؟
..
واجيب: لا زلت امرأة لا تشبه النساء