ابي .. اتنفس

وضعوني في إناء

..

ثم قالوا لي : تأقلم

!

وأنا لست بماء

..

أنا من طين السماء

..

وإذا ضاق إنائي بنموي

..

يـ تـ حـ طـ م

" أحمد مطر "

.

.

مساءات تعبرني

..
والحروف باردة ... متجمدة

..
تنحصر كقطعة الثلج في فمي ..

لاشيء يشعلها ... ولا شيء يدفعها

...
ولا شيء يتركها حتى تموت
!

..
كل الأوراق اختلطت في ذهني

..
كل الكلمات تتأرجح بين جدران الذاكرة

..
كلما اقتربت منها ... ابتعدت عني اكثر

..
كلما امسكت بها ... وجدتها تنسكب من اطراف يدي

..
كلما حاولت اللحاق بها

...
اتعثر في بياض الصفحة

..
استبدل الحبر بدمعة مذهولة

..
اغلق دفتري

..
ويهزمني القلم ... وابحث عن فتحة للهواء
!!

...
انا لا اتنفس الا من رئة الحروف

..
فاذا خذلتني الحروف ... اختنق

!
واذا خاصمني الورق

..
انحني وافترق

!
واذا اغلق باب قلمي

..
فكل باب بعده ينغلق
!!

..
بعض الاشياء حين تأتي ... لا تمنحنا سوى ألم

..
ولا نمنحها ... سوى التفاتة عابرة

..
وابتسامة ساخرة ... واكتاف ترتفع
!!
وبعضها ... حين يأتي

....
لا يمنحنا سوى نبضة

..
لا يمنحنا سوى حياة
!!

..
بعض الاشياء كالقلم ... لا يحلق في الحدود

..
لا يحلق .. الا حين نمنحه السماء

..
وبعض الحروف.. لا تكتب في الظلام

..
لا تمنحنا انفسها ...الا حين نمنحها شعاعا من الشمس
!!
...
حين كتبت كلماتي الأخيرة ... لم اكتب سوى جرح في روحي

..
حاولت تضميده بالابتعاد
!!

..
حاولت اشباعه بقطرة مطر ... ترسلها روح عذبة

...
لتحفظ لمدونتي ... تلك الصورة الجميلة التي ألفتها عنها
...
قد اكون ضعيفة أمام العاصفة ... لكني اشد ضعفا

...
أمام نسمة هواء اعشقها

...
لأن جروح الأحبة ... مغلفة دائما بطعم الموت
!!
لأن الألم مما نحب ... أشد من الألم مما نكره
!!

..
اوهمت نفسي بالمقاومة

..
اوهمت قلمي ... بالقدرة على السير

..
اوهمت ذاكرتي ... أنها قابلة للنسيان
..
وحين اضطربت نفسي .. وانكر قلمي ...وضجت ذاكرتي

..
عجزت أنا ان أبقى

!
..
عجزت ان ابصر حروفي تتقلب في أعين مسمومة

..
عجزت أن اسمع تنهيدة صدري .. تتهادى في الظلام

..
عجزت ان ارى الوانا من البشر

..
تنفث حبرها الاسود في المساحات البيضاء

..
!!
ورغم ذلك ... سأعود

!!
لأن حروفي هي رئتي

..
اريد قلمي فقط ...حتى .. اتنفس
!!