صباح ومسا..الكتكات

الأربعاء

صباح أبيض جديد

أصحو فيه على اصوات العصافير قرب نافذتي

تمنحني شعاع دفء وأمل

أحضر قهوتي..قطعة الكتكات..وأبتسم

..

قريبة مني كل الأشياء التي أحببتها معك

كل صباحات القهوة .. رسائل الصباح

وكل قطعة كتكات ذات غلاف فضي

أعشق صحبتها .. وأراك في لمعانها

كلما التهمت قطعة منها .. أحسست بك حولي

تقاسمني ..عناء اليوم.. هذيان القلم .. لهفة اللون الأحمر

تضحك على جنوني..دمعتي...تقرأ عيني

وتمنحني حلما مشرق

!!

..

شيء بداخلي بدأ ينتفض

أمسح دمعتي قبل سقوطها

وأتسلى.. بكلمة (طاغور) حين قال

" أبلغ دروس الحياة: أن ليس هناك ألم لا يمكن ان نتصادق معه"

.

.

لم أنسى .. لكني صاحبت ألمك حتى أحببته

صاحبته حتى أسير معك رغم المسافات

حتى أرسم طريقي دون انتظار

حتى أنضج وأبتسم .. وأنا بين طيات الألم

!!

.

.

أدخل محاضرتي

أجلس في منتصف القاعة

أستمع بأذني..وعقلي..ونصف قلبي

قلمي لا يهدأ على بياض الورق

افكاري معلقة بين حروف المحاضرة وحروف دفتري

ترتجف نبضة في صدري

ونصف قلبي الآخر..لا زال هناك

!

.

.

تتصل والدتي .. تطلب مني الذهاب لأحضر أخي من المدرسة

أقف بالداخل بجانب الأجساد الكثيرة... أحادث صديقتي وانا انتظر

بعد دقائق ..يرن الجرس

يركض الأطفال..تصرخ فرحتهم..تتصادم حقائبهم

ويصدم أحدهم كتفي .. ويدوس الآخر قدمي

ويطل وجه أخي أخيرا

أحمل حقيبته وأسأله كالعادة: شلون المدرسة؟

ويرد كالعادة: مو زينة

..

وأطلق تنهيدة تسلل كلما اشتاق لطفولتي

كلما كبرت .. كلما تعلقت بها اكبر

وكلما كشفت لي الحياة قناعا آخر

تمنيت أن أقف في طابور الصباح .. أن أحمل حقيبة على ظهري

أفطر على كتكات ذائب

أركض مع أطفال لا أعرف أسماءهم

أغرق دفاتري بالملصقات

وأتذمر كل مساء من معلمة لا احبها

.

.

أعود إلى غرفتي بعد يوم طويل

أستلقي على وسادتي الناعمة

أحادثك قبل غفوتي

وبجانبي .. قطعة كتكات..أتأملها..وأبتسم

:)