تصبح على خير أيها الحب

منذ فترة وانا افتقد حنين الصباحات الجميلة

..

أنام بعد الفجر ، وأستيقظ بعد الظهر ، وأقضي نهاري بين النوم والثرثرة

!

أشتاق إلى ضجيج المنبه ،، إلى الطيور الصغيرة

إلى صوت العفاسي ،، إلى بخور سيارتي

إلى رسائل قصيرة برائحة الزهر الأبيض

..

أشتاق إلى أصابع أمي حين تغرس حنانها في شعري

إلى طرقات أبي المتتالية على باب غرفتي ، ملحنا اسمي وكل عبارة تشجعني على الاستيقاظ

!

أشتاق إلى دفء قهوتي .. الى الكوب الأحمر .. إلى اوراق الورد

إلى حقيبة أملؤها كل يوم بجنوني ومخططاتي ، والكثير من الأحلام

!
أشتاق إلى ابتسامة صباحية تمنحني اياها أشعة الشمس الحنونة

فأصنع منها يوما مبتسما ، سعيدا ، رغم كل شيء

!

..

صباح اليوم .. كان موعد استلام شهادتي

وموعدي أنا وقلبي..لنستعيد تلك اللحظات التي افتقدناها في الأيام الماضية

..

في التاسعة صباحا

:

تعانق عيني أشعة الشمس ، أقود سيارتي بسرعة مختلفة

أصل إلى عمادة القبول والتسجيل ، والحرارة تخترق جسدي

وروحي في برد وسلام

..

شعور لا يوصف ، حين ترى ثمرة جهدك وتعبك في نتيجة سعيدة

لم تكن ترتضي نفسك سواها

..

أستلم شهادتي .. وأمر على تلك الشوارع التي حفظتني وحفظتها

تلك الأماكن التي مضغت فيها أجمل وأسوأ ذكرياتي

كل مكان منها أشعر به نكهة مختلفة

وكل بقعة منها لها ولاء خاص في قلبي

..

ستار بكس..ماكدونالدز..كوستا كيفان..برد العديلية

وقائمة ذكريات ترسمني على تهافت الخطوات

ومشاعر مختلطة تمتزج بكل ذكرى في حلقي

..

أحب كل مكان ضقت فيه بثيابي ولم يضق صدره بهمومي

أحب كل الساعات التي أهرب منها ، فتلاحقني لتمتص غضب يومي

أحب كل الأِشياء التي تطعمني كلمات ملونة ، فأحلق بعدها في سماء بعيدة

أحب كل لحظة أنتظر وجودها فلا تأتي الا وأنت معها

أحب خطوتك المضطربة بين الكراسي المتلاصقة

عينك المتسللة إلى خربشات صغيرة لمحتها في كراستي

أحب وجودك على سطح مكتبي ، في صفحات كتبي ، بين خصلات شعري وأحلام وسادتي

أحب كل الوجوه التي تعكس لي صورتك بيضاء نقية

وأحب كل ابتسامة من قلبك ، تزين ثغر اللحظات التي نلتقي فيها دون ان يملك احد منا رغبة في الكلام

!

أحب صباحي كثيرا .. لأنه يملؤني حبا وحنينا إليك

..

وأحب كل ليلة ألأتحف فيها اشتياقي

أفتش في قلبي..عن نبضة دافئة

عن مكالمة لم تتعدى الدقيقتين

عن كلمة من حرفين فقط

و..تصبح على خير أيها الحب

:)